الأربعاء، 27 مارس 2013

}}{>}{{ عودة الجاهلية تحت غطاء الحضارة والتقدم }}{<}{{


عودة الجاهلية تحت غطاء الحضارة والتقدم ؟

يظن البعض أن كل ما يخالف ماضيه القريب هو حضارة وتقدم ؟ وان كل طرح لا يعرفه هو طرح جديد ؟ ولا يدري أن بعض ما يظنه تقدم هو في حقيقته تخلف ورجعية ! واستجلاب لماضي سيحق يصل إلى العصر الجاهلي ! وبما أن المقالة فكريه معقدة سوف ادخل في العمق مباشرة 

يعلم الكثير من المسلمين عما كان يسمى قديماً بـــ الوأد وهو دفن الطفلة الرضيعة الأنثى خشية العار وكذلك يشمل الوأد الذكور مع الإناث في حال خشية الفقر وهو ما حرمه الله في الإسلام قال تعالى (( وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ))
وما يعنينا هنا أننا نرى دعوات كثيرة من علمانيين ولليبراليين بل وحتى من دعاة ومشايخ في الفضائيات تؤيد ما سوف اسمية أنا " بــ الوأد الحديث " لنفس السبب وهو الخوف من الفقر مع أننا في زمن التقدم والحضارة فكيف يتم هذا الوأد الحديث !!!

لاشك أحبتي وقرائي الكرام الوأد بطريقة مختلفة فجهلة قريش في العصر الجاهلي وغيرهم من العرب كانوا ينتظرون المولود حتى يولد ثم يتم قتله دفناً بالتراب أما " وأد " هذا الزمان فقد سموه بغير أسمه ودعوا له بغير كشف لحقيقته وهو ما يقال له في عصرنا ( تحديد النسل ) وليس ( تنظيم النسل ) فالفرق شاسع بين التحديد والتنظيم فالأولى تعني أن لكل إنسان حق إنجاب عدد معين من الأطفال وإذا زاد يحرم من من مزايا الدولة ويتكفل هو برعاية أبنائه على حسابه الخاص كنوع من العقاب الرادع لجريمته العظيمة حين رزق الله بمولود فوق العدد المسموح به !!! وهذا ما حرمه الإسلام وان اختلفت الطريقة وسوف أعود لشرح الفكرة ,,, وأما التنظيم فهذا أمر مباح وهو أن يتم ولادة المولود والتوقف مدة معينه ثم الإنجاب ثم التوقف وهكذا من أجل أن " لا " يكون المواليد خلف بعضهم فلا يفصل عنهم إلا سنة الولادة وهذا يجهد النساء ويحملهن فوق طاقتهن ولهذا التنظيم أمر مباح بل هو اوجب شرعي وأخلاقي لا يختلف عليه أحد من البشر لكن المهم أن يكون بدون ( تحديد نسل ) مثل اشتراط إنجاب ولد وبنت أو بنتين أو ولدين فقط 

ما يقع فيه العلمانيين والليبراليين من استجلاب الجاهلية الأولى بعد أفولها لأكثر من 1447 ألف عام مضت أمر عادي جداً حين يصدر منهم فهم يمثلون الوجه المظلم الجاهل بفقه الشريعة وهم الذين لا يعني الدين لهم الكثير أصلاً ,,, ولكن الكارثة الكبرى حين تصدر هذه الدعوات ( لتحديد النسل ) من قبل دعاة كبار في امة الإسلام ويتعذر هؤلاء المنادين بهذا الدعوات بمبررات واهية سطحية 

حيث يرون أن كثرة الإنجاب وعدم تحديده يضغط على الخدمات المدنية في الدولة ويرهق الوالدين مادياً ويزيد من نسب العاطلة ويقلل فرص التميز ويعصف بالاقتصاد ويجلب الفقر لدول في >>> نهاية المطاف !!! إذاً فكرة الخشية من الفقر هي نفس الفكرة ؟؟؟ والمعالجة هي نفس المعالجة ؟؟؟ ولكن بطريقة تتماشى مع العصر الحديث الذي لن يقبل الوأد بصورته الجاهلية ؟؟؟ فالجاهلي الذي خشي الفقر وقتل مولودة لكي لا يرهقه في المأكل والمشرب >>> يقابله >>> جاهلية عصرنا حين يقومون بنفس الدور إلا أنهم يمنعون خروج المولود للحياة فقط ؟؟؟ لكي يتم راعية المولدين الأحياء الاثنين فقط رعاية فائقة وتعليمهما بشكل مرفهة وإدخالهم أفضل الجامعات فهم يرون أن الصرف على اثنين أفضل بكثير من الصرف على عشرة والمضحك هنا أنهم ضمنوا حياة هذين المولودين بشكل قاطع ؟ ولن يجري لهما في حياتهم شيء مطلقاً ؟ وأنهما سيبقيان سليمين طول العمر في أتم صحة وعافية ؟ والأشد من ذلك أنهم دخلوا في عالم الغيب وقسمة الأرزاق <<< وهو نفس السبب الذي زجر الله عبادة الضعفاء عنه في القرون الأولى وهو أيضاً نفس السبب الذي لم يفهمه للأسف بعض دعاتنا هداهم الله ,,, قال تعالى ( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ ) وفيه تذكير بأن الرزق والموت والحياة كلها بيد الله فلا كثرت الإنجاب تجلب الفقر والجوع << ولا >> قلة الإنجاب تجلب الغناء والحياة المرفهة ,,, إنما هي أرزاق الله تعالى لصغار والكبار في الدنيا تقسم بينهم بقدرة الله تعالى وحدة 

المضحك المحزن في نفس الوقت أن بعض الدعاة يظن انه وصل بفكرة حد النجوم حتى بلغ بالبعض منهم هداهم الله السخرية من حال الأمة التي تنجب أطفالاً بكثرة ويقارن ذلك بالغرب الذي ينجب فيه الإنسان طفلين فقط ثم يصور بعض الدعاة الصورة بشكل تهكمي على حال أطفال المسلمين الضائعين في المقاهي والمتسكعين في الطرقات ويقارن بينهم وبين أبناء الغرب الذين إما أنهم يدرسون الأرض من الفضاء أو في الأرض يدرسون علوم الفيزياء و الإحياء وهم صناع الحياة المتقدمون ونحن المتخلفون المتأخرون !!! وهذا الكلام ينم عن جهل عظيم عند من يردده كالببغاء دون فهم حينما يربط التقدم بقلة الإنجاب والتخلف بكثرة واليكم احد الأمثلة 

فالبحرين التي لا يتجاوز عدد سكانها >> عدد الموظفين في شارع واحد يعج بناطحات السحاب داخل مدينة نيويورك مثلاً ,,, لم يتقدموا رغم قلة عددهم الذي لم يتجاوز المليون إلا بقليل ودخلهم الاقتصادي ضعيف مقارنة بعدد سكان الولايات المتحدة مثلاً التي فاق عدد سكانها اليوم الثلاثة مائة مليون نسمة ؟؟؟ والتي حكمة العالم بقوة اقتصاديتها الهائلة ؟؟؟ بلا الأشد من ذلك الصين التي تزحف اليوم بقضها وقضيضها وعدد سكانها المهول الذي تجاوز المليار نسمة حيث وصلوا إلى 1333 ألف وثلاثة مائة وثلاثة وثلاثين مليون إنسان حين استثمرت حكومتهم >>> " الإنسان الصيني " وعرفوا الصينيون أخيراً سر الوجود البشري وهم اليوم يعيشون بنمو اقتصادي سريع ومرعب حققوا معه المرتبة الثانية في العالم حين استخدموا أقوى سلاح اقتصادي يملكونه وهي كثرة اليد العاملة البشرية مما ساهم في انتشال الملايين من الصينيين من وحل الفقر والجوع ومازالت أحلام هذه الدولة تشتعل كالنار في الحطيم في تقدم عالمياً سريع وواضح وملموس يراه العالم ,,, ولم يقف كثرة السكان عائق أمامهم بل استثمروا المشكلة حين فهموا الحقيقة لتكون المشكلة نفسها حلاً ناجحاً ليس له مثيل

أحبتي وأخواني الكرام مع محاولتي لملمة المقال قدر الإمكان إلا أن الخاتمة هي أن الله تعالى يعلم ولكن أكثر الناس للأسف الشديد لا يعلمون !!! فكوارث تحديد النسل أخرجت لنا اليوم دول هرمة في الغرب حين تزورها وتسير في ضواحيها تتمنى رؤية الشباب هناك في شوارعها لقلتهم وندرتهم ؟؟؟ بل إن الأمر اخطر من هذا كثيراً حيث يهدد تحديد النسل بانقطاع سلالات بشرية من الكرة الأرضية وفي دول أخرى اضطروا إلى إدخال النساء في المجال العسكري لسد العجز في نقص المجندين الشباب بل بعض الدول زادت مدة التجنيد الإجباري من سنة إلى سنة ونصف فوق المدة السابقة لكي تتلاحق الفئات العمرية دخولها للتجنيد

حتى أصبح اليوم عدد السكان الضخم أول وسيلة دفاع في الحرب العالمية الثالثة إن وقعت لا سمح الله ؟؟؟ حيث أنه لو وقعت ربما يتم طمس دول بأكملها وهدم حضارات بشرية عن بكرة أبيها بسبب القصف بأسلحة الدمار الشامل بمختلف أنوعها الفتاكة ولكن الصين مثلاً بقدرة الله لن تهزم بسهولة ولو قتل من شبعها 300 أو 400 مائة مليون إنسان في حرباً مدمرة كهذه الحرب ,,, حيث سيبقى أضعاف هذه الملايين من البشر !!! فتحولت كثرة العدد إلى سبب نصر من جديد كما كانت في حروب السيوف والرماح قديماً ,,, ومن المضحك أن الدول الغربية بدأت بحملات توعية حديثه لمزيد من الإخصاب وزيادة نمو أعداد المواليد في العالم فسبحان من يعلم ما كان ويكون وما سيكون سبحانه علام الغيوب

وأخيراً هذه الدعوة هي غيض من فيض وشربة من كأس وقطرة من بحر لدعوات أخرى مشابهه لهذه الدعوة تماماً ,,, ظاهرها الحضارة والتقدم وأصلها نابع من الفكر الجاهلي الذي طمسه الإسلام ,,, فهم يريدون بث الجاهلية وإحيائه من جديد بصورة عصرية ,,, وأنا وانتم وكل أمتنا الخالدة يجب أن نعي الحقائق ولا نخدع بالتسميات ,,, على حب الله نلتقي دوماً ...... دمتم بسلام
تعليقات ديسكس

0 التعليقات