ملخص مجيء ألأمام علي ألهادي عليه السلام إلى سامراء
ولد ألأمام علي ألهادي سنة 212هجرية في ألمدينة ألمنورة من أمه أم ألفضل على أرجح ألأقوال، وعندما جاء والده إلى بغداد سنـــــــة 220 هجرية ،توفي في هذه ألسنة،ودفن في مقابر قريش عند قبر جده ألإمام موســـى ألكاظـــــم عليهم ألسلام ، وبعد وفاة أبيه ، حملت عائلته إلى قصر ألمعتصم ، فجعلت مع ألحرم وأجرى الاتفاق عليهم 1، وكان عمره عند وفاة أبيه 8 سنوات ، ومن ألمعلوم أن ألمأمون زوج بنته أم حبيب درة إلى ألإمام علي ألرضـــــا ،وبعد وفاته زوج أم ألفــــضل إلى أبنه ألأمام محـــــمد ألجـــــواد ، ولم تذكر ألمصادر أنه تزوج غيرها2، بقي رضي ألله تعالى عنه في بغداد ، وبعدها رحل إلى ألمدينة ، ولم يعرف سبب رحيله وكان لوالده وأجداده أملاكا بقرية صربا قرب ألمدينة ألمنورة ، وكان زمن ذهابه عندما بني ألمعتصـــــم مدينة ســـــــامراء ســــنة 220 هجرية ،لذلك أثر ألمدينة ألمشرفة على بغداد وسامراء وبقي في ألمدينة ، وكان يؤدبه أبو عبد ألله الجليدي وكان متقدما عند أهل ألمدينة في ألأدب والفهم3، بقي في قرية صربا مللك ألعلويين ، وكان والده ساكنا فيها ، وبعد اشتهاره بتقواه بين الناس بدأت الوشاية ضده بالكتب والرسائل ، واخبر ألمتوكل أن أموالا وسلاحا تحمل أليه4 وانه يطلب ألأمر لنفسه وفي منزله مالا وسلاحا5 وغير ذلك من ألتهم.
كان والي ألمدينة وأمير ألصلاة والحرب آنذاك عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد ألله بن ألعباس الملقب بريهة ، وكان هذا ألوالي هو ألذي يكتب إلى ألخليفة المتوكل يحرضه على الأمام علي ألهادي عليه ألسلام ، وهذا ما أكده كتاب ألخليفة ألمتوكل إلى ألأمام علي ألهادي عليه ألسلام ( أذا كان على ما ذكرت من جهالته بحقك
1 تاريخ بغداد 3/265
2 سر السلسلة العلوية للبخاري /38 الإرشاد للشيخ المفيد /219 أصول الكافي 1/492 مجار الأنوار للخونساري 29/230 دوائر المعارف محمد مهدي الموسوي /38
3 إثبات الوصية 222 مسند الإمام علي الهادي عليه السلام /115 شفاء الغرام 2/221
4 الكافي 1/99
5 الإرشاد للمفيد /313
واستخفافه بقدرك وعندما قرفك به ونسبه إليك من الأمر الذي قد علم أمير المؤمنين براءتك منه وصدق نيتك في برك وقولك وانك لم تؤهل نفسك)6 من هذا يظهر أن الواشي به أمير المدينة ، وأوشى به أيضا السيد محمد ابن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه7،واعتبره منافسا له عند العلويين ، وبعد أن كثر النفاق والوشايات طلب المتوكل من سعيد الحاجب الذهاب إلى المدينة وتقصي الخبر ، فذهب سعيد وفتش دار الإمام علي الهادي عليه السلام فلم يجد فيه سلاحا ووجد كبسا فيه بدرة نقود مختوما بختم شجاع أم المتوكل وسيف بكنفه تحت الحصيرة فحملها سعيد الحاجب وجاء بهما إلى الخليفة المتوكل ، دعا المتوكل أمه وعرض عليها الكيس فقالت نعم أنا أرسلته ، وفتح الكيس فوجد فيه عشرة ألاف دينار ، فزاد عليه خمسة ألاف دينار، وأمر سعيد الحاجب بالعودة إلى المدينة ، والاعتذار من الإمام علي الهادي عليه السلام على ماجرى عليه ،وبعد ذلك لم تنقطع كتب الوشاية به، مما جعل الخليفة أن يستدعي الإمام علي الهادي عليه السلام إلى سر من رأى ،فدعا المتوكل يحيى بن هرثمة وقال له اختر معك مائتي رجل ممن تريد واخرجوا إلى الكوفة ،فخلفوا إثقالكم فيها واخرجوا إلى طريق البرية من المدينة فاحضروا علي بن محمد الرضا (عليه السلام) عندي مكرما مبجلا8،وأمر يحيى بن هرثمة أن يكون بإمرة الإمام علي الهادي عليه السلام يرحلون برحله ويسيرون بسيره ،فالأمر في ذلك إليه ويطيعه في كل شيء9،ووجه مع هرثمة القائد العربي عتاب بن أبي العتاب، وحملهم كتابا منه إلى الإمام علي الهادي عليه السلام، بموجبه فصل عبد بن محمد العباسي وعين مكانه محمد أبو الفضل العباسي أميرا على المدينة 10،وكان تاريخ الكتاب جمادي الأخر سنة 234ونص الكتاب
6الارشاد للمفيد /333
7نور الأبصار للشبلنجي 165
8مسند الإمام علي الهادي للعطاردي/124بحار الانوار5/141
9كتاب الخليفة الإرشاد/333 الكافي 1/503
10كتاب الخليفة الإرشاد/333 الكافي 1/503
بسم الله الرحمن الرحيم
إما بعد فان أمير المؤمنين عارف بقدرك راع لقرابتك موجب لحقك مقدر من الأمور فيك وفي أهل بيتك ما يصلح الله به حالك وحالهم ويثبت به عزك وعزهم ويدخل الأمن عليك وعليهم يبتغى بذلك رضا ربه وأداء ما افترض عليه فيك وفيهم وقد رأى أمير المؤمنين صرف عبد الله بن محمد عما كان يتولاه من الحرب والصلاة بمدينة الرسول صلى الله عليه واله إذ كان على ماذكرت من جهالته بحقك واستخفافه بقدرك وعندما قرفك به ونسبك اليه من الأمر الذي قد علم أمير المؤمنين براءتك منه وصدق نيتك في درك وقولك وانك لم تؤهل نفسك لما قرفت بطلبه وقد ولى أمير المؤمنين ماكان يلي من ذلك محمد ابن الفضل وأمره بااكرامك وتبجيلك والانتهاء إلى أمرك ورأييك والتقرب إلى الله والى أمير المؤمنين بذلك،وأمير المؤمنين مشتاق إليك يحب أحداث العهد بك والنضر إليك فان نشطت لزيارته والمقام قبله ماأحببت شخصه ومن اخترت من أهل بيتك ومواليك وحشمك على مهلة وطمأنينة ترحل أذا شئت وتنزل أذا شئت وتسير كيف شئت وان أحببت أن يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين ومن معه من الجند يرحلون برحلك ويسيرون بسيرك فالأمر في ذلك إليك وقد تقدمنا إليه بطاعتك فاستخر الله حتى توافي أمير المؤمنين فما احد من إخوانه وولده وأهل بيته وخاصته ألطف منه منزلة ولا أحمد لهم اثرة ولاهو لهم انظر ولاعليهم أشفق وبهم ابر واليهم اسكن منه إليك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وكتب إبراهيم بن العباس في شهر جمادي الآخرة من سنة ثلاث وأربعين ومائتين .
الخروج من المدينة المنورة
بعد إن أعطوه الكتاب ،طلب الإمام علي الهادي عليه السلام ثلاثة أيام للتجهز للسفر11 ،هيئ نفسه ومن يريد أخذه معه من أهله ،ترك ولده الأكبر محمد بالمدينة وقدم عليه مشتدا وكذلك الحسن العسكري12،بعد ثلاثة أيام خرج متوجها إلى العراق ومعه عبد الله الهاشمي يودعه ،طلب منه إن لايخبر الخليفة عما صنع به ،فأجابه الإمام إني قد عفوت عنك13،سار وسار معه قوم من أهل المدينة منهم مودع ومنهم ذاهب معه14،وجرت له عدت كرامات في طريقه،عندما وصلو إلى بغداد قدم يحيى على إسحاق بن إبراهيم ألمصعبي وكان واليا على بغداد فخرج لإسحاق ومعه جملة من القادة فتلقوه عند موضع الياسرية15اذ نزل هناك،فرأى إسحاق تدفق الناس إليه واجتماعهم لرؤيته،فأقام إلى الليل ،ثم دخل بغداد وبقي فيها بعض تلك الليلة،ثم نقلا إلى سامراء
دخول سر من رأى
رحل من بغداد إلى سامراء،وعندما سمع الناس بمقدمه خرجوا لاستقباله عند الطرف الغربي من الجسر الذي كان يربط بين الضفتين من نهر دجلة ،وموقعه قرب قصر المعشوق جنوبا،ومن الجهة الشرقية شمال قصر الخلافة،وكانوا يقولون ويضجون قدم ابن الرضا من المدينة،وعبر على الجسر على شهري كبير تحته يسير عليه رقيقا،والناس بين يديه وخلفه وكان وزراء وكتاب وقادة الجيش في سامراء من ضمن من استقبل الإمام علي الهادي عليه السلام،حتى دخل دار خزيمة بن خازم،وكانت هذه الدار إلى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر الوزير،وتلقاه أصحاب المتوكل،ودخل على المتوكل فأعظمه وأكرمه،ثم انصرف إلى دار.
11 تذكرة الخواص 359مروج الذهب1/17اثبات الوصية 135
12 المجدي للعمري 134
13 إثبات الوصية 335
14 إثبات الوصية 335
15 الياسرية وهي إحدى محلات بغداد في الجانب الغربي منها
أعدت له وأقام بسر من رأى16،دخل يحيى بن هرثمة إلى المتوكل،فسأله عن أبي الحسن فأخبره بحسن سيرته وسلامة طريقه وورعه وزهده،وقال للمتوكل فتشت داره فلم أجد غير المصاحف وكتب العلم،وان أهل المدينة خافوا عليه17،عندما رآه المتوكل عظمه وأجلسه جنبه وكان بارا به18،وسأله المتوكل ياأبا الحسن أأعليك دين ؟ قال نعم أربعة ألاف درهم فأعطاه إياه ورده إلى منزله19،كان من ألقاب الإمام علي الهادي عليه السلام،المتوكل،ابتاع أبو الحسن دار يعقوب بن دليل النصراني الواقع على شارع أبو احمد بن هارون الرشيد20 وهو من اكبر شوارع سامراء،توفي رحمه الله بنفس الدار ودفن فيها في رجب سنة 254 هجرية21 وصلى عليه أبو احمد بن هارون الرشيد.
16 إثبات الوصية 338 تذكرة الخواص 356
17 تذكرة الخواص 356
18 شذرات الذهب 2/183
19 المناقب ج 2/429
20 تاريخ بغداد 12/57
21 الطبري 9/ 518
0 التعليقات